الموضوع : ملوك وشيوخ وامراء دولة قطر بين الماضي والحاضر وال
كاتب الموضوع
رسالة
ولد النعمه
عدد الرسائل : 379 العمر : 29 البلد : الدوحة -قطر تاريخ التسجيل : 02/10/2007
موضوع: الموضوع : ملوك وشيوخ وامراء دولة قطر بين الماضي والحاضر وال الجمعة نوفمبر 09, 2007 11:02 pm
الموضوع : ملوك وشيوخ وامراء دولة قطر بين الماضي والحاضر والمستقبل
ملوك وشيوخ وامراء دولة قطر بين الماضي والحاضر والمستقبل
قطر دولة مستقلة ذات سيادة، تقع في منتصف الساحل الغربي للخليج العربي. لديها حدود برية وبحرية مع المملكة العربية السعودية وحدود بحرية مع كل من البحرين، دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران. تمتد دولة قطر ذات المناخ الصحراوي الجاف على شبه جزيرة بطول 200 كم و عرض 100 كم، ومساحة كلية مقدارها 11850 كم مربع متضمنة عدداً من الجزر والفشوت.
شهدت شبــه جزيرة قطر ثقافات وحضارات مختلفة على مر مراحل التاريخ البشري، حتى في العصر الحجري الأول والمتأخر. ودلّت الاكتشافات التي تمت مؤخراً عند أطراف إحدى الجزر في غرب قطر وجوداً بشريًا خلال عصور ما قبل التاريخ. ولقد أظهر موقع أثري يعود إلى الألف السادس قبــل الميلاد في منطقــة شقرة جنوب شرق قطر الـــدور الرئيسي الذي لعبه البحر - الخليج - في حيـاة سكان شقـرة. كذلك بينت أعمال الحفــــر التي تمت في منطقـــة الخور في شمال شرق قطر وفي بير زكريت ورأس ابروق، إلى اكتشاف آنية فخارية ملونة ومعدات حجرية وصوان وأدوات حجرية تتألف مـــن كاشطات ومثاقب، تبيّن أن قطر كانت على اتصال بحضارة العبيديين التي ازدهرت في بلاد الرافدين خلال الألف الخامس والرابع قبل الميلاد، حيث قامت أنظمة تجارية لتبادل السلــع (تجارة المقايضة) المكونة أساساً من الأواني الفخارية والسمك المجفف، بين التجمعات السكانية في قطر والعبيديين في بلاد الرافدين.
منظر عام لتلال الخور تعود للعصر الحجري الحديث، كما ثبت من دراسة البقايا العضوية التي جمعتها البعثة الفرنسية للتنقيب، مما برهن أن الإنسان كان يعيش في هذا الموقع إبـّان الفترة الواقعة أواسط الألف الخامس قبل الميلاد برزت شبه جزيرة قطر كواحدة من أكثر المناطق ثراء في الخليج من ناحية التجارة وذلك خلال الألف الثالث والثاني قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت انتشار حضارات العصر البرونزي من بلاد الرافدين إلى التجمعات السكانية في وادي الإندوس بالهند. وكانت التجارة بين بلاد الرافدين ووادي الإندوس تمر عبر الخليج، حيث لعب الساحل الغربي لقطر دوراً جوهرياً في نقل السلع التجارية بواسطة السفن، كما يتبين من اكتشاف أجزاء من الفخار اليوناني في منطقة رأس ابروق، تدل أن شبه جزيرة قطر قد اجتذبت مهاجرين موسميين خلال ذلك العصر.
سيطر كاساتيو جبال زاغروس على مقاليد الأمور ببابل في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، وامتد نفوذهم إلى كامل منطقة الخليج ومن ضمنها إحدى الجزر الصغيرة في خليج الخور شمال الدوحة، هذا وتدل الأواني الخزفية التي تم العثور عليها في منطقة الخور على الصلات الوثيقة بين قطر وبابل خلال هذه الفترة.
كانت التجارة الإغريقية-الرومانية بين أوروبا والهند تمر عبر الخليج العربي خلال سنة 140 ق.م. وتدل الشواهد الأثرية التي وُجدت في قطر، خاصـــة في رأس ابروق على نفوذ إغــريقي وروماني في شبه الجزيرة القطرية حيث وجدت آثار تشمل: داراً سكنية، معلماً حجرياً، تنوراً ورابية منخفضة تحتوي على كميات كبيرة من عظام السمك. ولقد أظهرت الحفريات التي عُملت في الدار وجود حجرتين متصلتين بجدار فاصل بحجرة أخرى ثالثة تطل على البحر. مما يدل بدون شك أن رأس ابروق كانت محطة صيد موسمية ينزل فيها الصيادون لتجفيف أسماكهم خلال هذه الفترة، وفي الحقيقة فإن أهم سلعتين كانت تصدرهما قطر خلال الفترة الإغريقية-الرومانية هما اللآلئ والسمك المجفف. برزت منطقة الخليج العربي بأكملها كأهم مركز تجاري يربط الشرق والغرب خلال عهد الامبراطورية الفارسية الساسانية في القرن الثالث الميلادي.
كان يتم مقايضة السلع التي تأتي من الشرق، وأهمها : النحاس والتوابل وأنواع من الأخشاب (الصندل-التيك-الساج-المهقوني)، بحمولات السفن من: الأصباغ، المنسوجات، اللآلئ، التمور، والذهب والفضة، ولقد لعبت قطر دوراً بارزاً في هذه الحركة التجارية الساسانية وكانت تساهم على الأقل باثنتين من السلع وهما الأصباغ الإرجوانية واللآلئ الثمينة. اكتسح الإسلام كامل جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي. وبانتشار الإسلام في المنطقة أرسل الرسول [صلى الله عليه وسلم ] أول مبعوث له وهو العلاء الحضرمي إلى حاكم البحرين (الساحل الممتد من الكويت شمالاً وحتى قطر جنوباً بما في ذلك الاحساء وجزر البحرين ) المنذر بن ساوى التميمي في عام 628م، يدعوه فيها إلى الإسلام فاستجاب له وأعلن إسلامه وتبعه في ذلك كل سكان قطر من العرب وكذلك بعض الفرس الذين كانوا يقطنون فيها وبذلك بدأ العهد الإسلامي في قطر.
وقد ولى الرسول [صلى الله عليه وسلم ] العلاء الحضرمي البحرين وفرض الجزية على من لم يدخل في الإسلام. وخلال هذه الفترة المبكــرة من العصــر الإسلامي كانت قطـــر تشتهر بالمنسوجات التي كانت تغزل فيها ويتم تصديرها إلى مناطق مختلفة. ويقال أن الرسول [صلى الله عليه وسلم ] وزوجته أم المؤمنين السيدة/ عائشـة (رضي الله عنها) قد لبسا بُردتين قطريتين، وكذلك فعل سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان يملك عباءة قطرية موشاة بالريش. بقايا أثر حصن قديم في الحويلة على الساحل الشمالي الشرقي لقطر بين رأس قرطاس والجساسية. و تعود إلى بداية العصر الإسلامي، و يصف لوريمر الحويلة في كتابه (دليل الخليج) بأنها المدينة الرئيسية في قطر، وكانت عامرة ومعروفة تاريخياً قبل مدينتي الزبارة والدوحة.
نقش على تل الجساسية يشبه هيئة سفينة بمجاديف ونقش آخر يمثل صفين من الدوائر، ويبدو أنها بقايا مستوطنة بالقرب من الحويلة والجساسية. وهي من أهم وأعجب النقوش الصخرية إذ يقرب عددها من تسعمائة نقش مفرد ومركب خلال حكم الأمويين والعباسيين في دمشق وبغداد على التوالي تعزز نمو التجارة في قطر. وقد اعتبر المؤرخ العربي ياقوت الحموي المتوفى في عام 1229م قرية قطر مركزاً لتربية الجمال والخيول خلال حكم الأمويين. وخلال فترة صعود العباسيين في بغداد تطورت صناعة اللؤلؤ في البحرين بما فيها قطر. وفي هذه الفترة ازداد الطلب على اللؤلؤ من الشرق وامتد ذلك إلى الصين.
وبتوسع هذه الأنشطة التجارية على الساحل العربي، بدأت التجمعات السكانية في شمال قطر بالنمو وبالأخص في مروب بمنطقة يوغبي بين الزبارة وأم الماء، حيث وجد أكثر من مائة دار صغيرة مبنية من الحجر. في بداية القرن السادس عشر أصبحت شبه جزيرة قطر، مع باقي الجزء الغربي من الخليج العربي، تحت سيطرة البرتغاليين. وبإحكام سيطرة هؤلاء على مضيق هرمز وهي أهم نقطة استراتيجية في الخليج، تمكن البرتغاليون من السيطرة على قطر في عام 1515م. وفي حين أن الجيوش البرتغالية الغازية حصرت نشاط أساطيلها البحرية حول هرمز إلا أن امبراطوريتهم التجارية ظلت تصدر : الذهب، الفضة، المنسوجات الحريرية، القرنفل، اللؤلؤ بأنواعه، العنبر والخيول، عبر مختلف موانئ الخليج بما فيها قطر. ويبدو أن الفيالق البحرية البرتغالية ومن أجل المحافظة على مصالحهم التجارية قد هاجمت قرى الساحل القطري في يناير 1625م، إلا أن هذا العدوان والظلم البرتغالي قد وصل إلى نهايته عندما طردهم إمام مسقط عنوة من الخليج في عام 1652م.
سيطر بنو خالد على الجزء الشرقي من الجزيرة العربية، وتوسع نفوذهم إلى منطقة تمتد من قطر إلى الكويت في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي. واتخذ بنو خالد الزبارة التي كانت قد اشتهرت كإحدى أهم الموانئ البحرية في الخليج، مركزاً إدارياً لهم وذلك بعد أن ازدادت صادرات اللؤلؤ إلى مناطق مختلفة من العالم ، وأصبحت الزبارة ميناء العبور الرئيسي لأقاليم بني خالد الشرقية والوسطى في جزيرة العرب. كانت السلع التي ترد من ميناء سورات في الهند إلى ميناء الزبارة تشمل: الأقمشة القطنية والخشنة والشال الصوفي والشادور، الخيزران، القهوة، السكر، الفلفل والتوابل، الحديد، الصفيح، الزيت، السمن والرز. ولقد كان يتم الاحتفاظ بجزء من هذه الواردات في الزبارة لتستهلك محلياً وفي المناطق المجاورة لها، ثم يتم نقل ما تبقى من هذه السلع عن طريق الجمال إلى الدرعية في نجــد، وإلى منطقة الأحساء التي كانت تابعة لحكم بني خالد، وكذلك إلى الأقاليم الأخرى.
بدأت علاقات بريطانيا بالخليج بصفة عامة بما في ذلك قطر بتأسيس محطــة البصــرة التجارية التي تتبع شركــة الهند الشرقيــة الإنجليزية في عام 1635م، وذلك بهدف اكتشاف التجارة في جزيرة العرب، لكن بمرور الزمن أخلت الأنشطة التجارية الرئيسة السبيل إلى فعاليات سياسية رسمية. وفي النهاية أحكمت الامبراطورية البريطانية سيطرتها على الخليج تحت مسمى حماية خطوطها البحرية في الخليج وطرقها البرية المؤدية إلى الهند. وبحلــول عام 1820م ، تمكنت بريطانيا مــن توقيـع اتفاقية (معاهدة) عامة للسلام مع الحكام العرب في ساحل الخليج. ومع أن قطر لم تنضم أبداً إلى ما أسميت بمعاهدة السلام إلا أن بريطانيا قد أجبرت قطر لكي تلتزم بشروط تلك الاتفاقية، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن قطــر قــد أدرجت في الهدنة الملاحيــة عام 1835م التي تحظــر عليها وتحرمها من جميع فوائد وأرباح موسم صيد اللؤلؤ. وفي عام 1836م تم مد خط الحظر الملاحي من جزيرة صير بونعير ليمر بجزيرة حالول القطرية. بدأ التاريخ الحديث لقطر في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي عندما وصلت إلى الجزء الجنوبي من قطر أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، والتي ترجع أصولها إلى قبيلة المعاضيد (فرع بني تميم) في أشيقر في منطقة الوشم بنجد. وفي منتصف القرن الثامن عشر انتقلت الأسرة إلى الجزء الشمالي من قطر الذي يضم الزبارة والرويس وفويرط.
الملوك سمو الشيخ / محمد بن ثاني رحمه الله واسكنه فسيح جناته
في عام 1848م وصلت أسرة آل ثاني إلى الدوحة قادمة من فويرط بزعامة محمد بن ثاني الذي ولد في فويرط. وبعد وفاة والده ثاني بن محمد أصبح هو زعيم قبيلته في فويرط. وفي نهاية الأمر بسط محمد بن ثاني نفوذه في مختلف أنحاء قطر، كما عزز مركزه خارجياً بالتحالف مع فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية الذي قام بزيارة قطر في أوائل عام 1851م وفي أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر ظهر الشيخ محمد بن ثاني كأهم شخصية ليس فقط في قطر بل أيضاً في شبه الجزيرة العربية كلها.
تابع
الموضوع : ملوك وشيوخ وامراء دولة قطر بين الماضي والحاضر وال